«دفعنا ثمناً باهظاً».. لازاريني يدافع عن اتهام إسرائيل للأونروا بالارتباط بحماس
«دفعنا ثمناً باهظاً».. لازاريني يدافع عن اتهام إسرائيل للأونروا بالارتباط بحماس
دافع المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الاثنين، عن الوكالة، بعد الاتهامات الإسرائيلية لها بتوظيف "إرهابيين" في غزة.
وأكد لازاريني في تصريحات له من جنيف، أن الأونروا تعمل وفقًا لقيم الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي، مشيرًا إلى أن الوكالة تقف "على الجانب الصحيح من التاريخ" في مواجهة الهجمات المتواصلة ضدها، وفق وكالة "فرانس برس".
تحدث لازاريني عن التحديات التي تواجه الأونروا، التي تُعتبر "العمود الفقري" للعمل الإنساني في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر أسفرت عن مقتل 223 موظفًا من الوكالة، وتدمير أو تضرر ثلثي منشآتها.
وشدد المفوّض العام للأونروا، على أن الوكالة تلتزم بأعلى المعايير الأخلاقية والقانونية في عملها، وذلك رغم الانتقادات الشديدة من الجانب الإسرائيلي.
اتهامات إسرائيلية متواصلة
اتهمت إسرائيل الأونروا بتوظيف "المئات من عناصر حماس، بمن في ذلك أعضاء في جناحها العسكري" في غزة، وقالت ممثلة إسرائيل لدى الأمم المتحدة آنات فيشر تسين في جنيف إن "حماس تغلغلت بشكل منهجي وواسع في الأونروا".
وأشارت المسؤولة الإسرائيلية إلى أن الوكالة كانت توظف فتح شريف، الذي قُتل في لبنان وكان قائدًا في حركة حماس، مدعيةً أنه كان يشغل عدة مناصب في مدارس الأونروا في لبنان.
ورد لازاريني على هذه الاتهامات بتأكيد أن الأونروا تأخذها على محمل الجد، موضحا أن الوكالة أوقفت فتح شريف عن العمل منذ مارس بعد تلقي الاتهامات المتعلقة بكونه جزءًا من قيادة حماس المحلية.
وأكد المفوّض العام للأونروا، أن التحقيق ما زال جاريًا، وأن الأونروا تحترم "الإجراءات القانونية الواجبة وحكم القانون".
حملات ضد الوكالة
وأشار لازاريني إلى وجود "حملة واسعة النطاق" تهدف إلى تقويض عمل الأونروا، ما أدى إلى نقص كبير في تمويلها.
وأوضح أن الوكالة تواجه حاليًا عجزًا في الميزانية بقيمة 80 مليون دولار حتى نهاية العام، مع توقعات بتحديات إضافية في العام المقبل، ورغم ذلك، عبّر عن ثقته في قدرة الوكالة على إيجاد طرق لسد الفجوة التمويلية.
تأتي الاتهامات الإسرائيلية لوكالة الأونروا في إطار النزاع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.
وترى إسرائيل أن الأونروا تتعاون بشكل غير مباشر مع حماس بسبب تواجد موظفين مرتبطين بالحركة في برامج الوكالة.
منذ بدء النزاع، تسعى إسرائيل إلى الحد من دعم المجتمع الدولي للأونروا، خاصة في ظل تقارير إعلامية عن استخدام بعض منشآت الوكالة لأغراض عسكرية.
أوضاع إنسانية صعبة
تعد الأونروا إحدى أبرز الوكالات الإنسانية التي تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين في مناطق مختلفة، بما في ذلك غزة، التي تعيش أوضاعًا إنسانية قاسية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عقد.
تعمل الوكالة على توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والإغاثة. ومع استمرار الحرب في غزة، تتعرض الأونروا لضغوط متزايدة، سواء من ناحية التمويل أو الانتقادات السياسية.
منذ تصاعد النزاع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، ازدادت الحاجة إلى تدخلات إنسانية عاجلة.
ولعبت الأونروا دورًا حاسمًا في تقديم المساعدات الطارئة للأسر المتضررة، إلا أن الحرب أدت إلى تدمير العديد من منشآتها، مما أثر بشكل كبير على قدرتها على تقديم الخدمات.
وتواجه الأونروا تحديات هائلة في ظل قلة التمويل والانتقادات المتواصلة، إلا أن لازاريني أكد التزام الوكالة باستمرار العمل وفقًا لقيم الأمم المتحدة.